







من هم الرجال في الهامش؟
معظمنا من الرجال الذين يقفون في الظل. نرفض العنف الزوجي والعنف عامةً ونؤمن بأهمية الاحترام المتبادل في العلاقات. جميعنا أناس طيبون، نعيش بهدوء، ونحب أن يسود السلام في بيوتنا ومجتمعاتنا. لكن، أحيانًا عندما نشهد مواقف عنف أو ظلم يحدث أمامنا، نختار أن نصمت أو نبتعد. قد يكون السبب أننا لا نعرف كيف نتصرف، أو لأننا غير متأكدين مما رأيناه، أو ربما نظن أن الأمر لا يعنينا ولا نريد التدخل في شؤون غيرنا. لكن الحقيقة أن الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الظلم، ولو بالصمت، يجعلنا
جزءًا من المشكلة. مجتمعنا مبني على النخوة والمروءة، والدين والعُرف يدعوان إلى نصرة المظلوم، والوقوف مع الضعيف، والتدخل بالحكمة عندما نرى ما لا يرضي الله ولا يرضي الضمير.
لماذا ينبغي تشجيع الرجال في الهامش على اتخاذ موقف فعّال لمنع العنف في العلاقات الزوجية؟
العنف داخل العلاقة الزوجية ليس مجرد مشكلة خاصة بين الزوجين، بل هو قضية مجتمعية تمس الأسرة والمجتمع بأسره. هذه الظاهرة باتت تتفاقم في السنوات الأخيرة، وخاصة منذ اندلاع الحرب. ولا يقتصر الأمر على الحالات القصوى مثل القتل، بل يشمل أيضًا أشكالًا مختلفة من العنف مثل العنف الجسدي حتى وإن كان "خفيفًا"، والعنف اللفظي، الاقتصادي، النفسي، المعنوي، والتحكم الذهني المعروف.
بحسب تقديرات جهات متخصصة، يعيش مئات الآلاف من الأزواج والزوجات في البلاد تحت تهديد دائم من العنف داخل المنزل.
ومع ذلك، فإن عدد الرجال الذين يتدخلون أو يبادرون لمنع هذا العنف لا يزال ضئيلاً للغاية، وهو أمر مؤسف. فللرجال الذين يقفون في الهامش دور مهم يمكن أن يساهم في كسر الصمت المحيط بهذه الظاهرة. هؤلاء الرجال يستطيعون - دون مواجهة أو عنف - التحدث إلى الطرف المسيء بأسلوب هادئ ومحترم، أو دعم الطرف المتضرر بطريقة تحفظ خصوصيته وكرامته.
نحن نؤمن أن الوقت قد حان لتغيير هذا الواقع، وأن يكون للرجال دور فعّال كشركاء في الجهود المبذولة لمنع العنف الأسري، حفاظًا على أمن الأسرة واستقرار المجتمع.
هل أنا شاهد على شيء غير عادي؟
أحيانًا نحن غير متأكدين أن ما رأيناه هو حقًا عنف. أحط كل جملة صحيحة بالنسبة لك:
-
رأيتُ أو سمعتُ رجلًا يتحدث مع زوجته باستهتار أو بنبرة حادة.
-
انتبهتُ أنه عندما أكون بجانب قريبتي تبتعد عني وتبدو مضغوطة عند تواجد زوجها في المنطقة القريبة.
-
حدثتني زوجتي أن صديقتها لم تعد تشارك في المناسبات بعد زواجها بسبب منعه لها.
إذا أحطت جملة واحدة أو أكثر – يُستحسن التوقف للحظة.
أنت لست وحدك، شعورك مهم، وهناك ما يمكن فعله.
تذكّر: في أي مرحلة يمكنك التواصل مع الخط الساخن 118 التابع لوزارة الرفاه، أو مع المركز البلدي في منطقتك، أو مع مركز منع العنف الأسري، وطلب المشورة بسرية تامة.

ماذا يمكنني أن أفعل الآن؟
اختر الخطوة التي تشعر أنها الأنسب لك في هذه اللحظة:
-
يمكنك أن تبدأ بسؤال بسيط: "هل كل شيء على ما يرام؟"
-
يمكنني أن أتحدث مع شخص أثق به – لا تبقَ وحدك مع هذا الإحساس.
-
أستطيع أن أقدّم الاستماع والدعم، من دون إصدار أحكام أو الإسراع في تقديم نصائح.
-
إذا كانت هناك امرأة تبدو في ضيق أو معاناة، يمكن أن أقترح عليها التوجه إلى مكتب الخدمات الاجتماعية.
-
إذا كان لدي صديق يتصرف بطريقة مسيئة، أستطيع أن أوضح له بهدوء أن هذا السلوك غير مقبول بالنسبة لي، من دون الدخول في مواجهة.
-
أستطيع أن أمتنع عن الانضمام إلى المزاح أو الكلام الذي يحمل إساءة أو تقليلًا من شأن الآخرين.
-
يمكنني أن أكون الشخص الذي يبادر ويقول: "دعونا نفعل شيئًا حيال هذا الأمر."
تذكّر: لسنا مطالبين بـ"إنقاذ" أحد، ولكن أحيانًا مجرد سؤال أو اهتمام بسيط، وكسر الصمت – يُحدث فرقًا كبيرًا.
المشروع يندرج ضمن مبادرة مشتركة بين الهيئة للنهوض بمكانة المرأة ومنظمة "أسل״ي" – جمعية الشريط الأبيض في إسرائيل.
يُدعَم المشروع من قِبَل صندوق خطوط للتغيير.
